نبض الناس ——— ” يا خوفي ” !.

 
   ما أسرع الحكومة بالاستجابة لشركتي الخلوية ورفعها أسعار خدماتهما 50 بالمئة بمجرد أن طلبتا ذلك الرفع  ، ومهما تكن نسبته فذلك غير مهم بل المهم سرعة الاستجابة  !.
  بينما المواطن المسكين بُحت حنجرته ، وتكاد حبائله الصوتية تنقطع من كثرة الصياح  ، وترديده صباح مساء  ومابينهما ، وفي كل مناسبة  ، وعلى الطالعة والنازلة  ، مطالبته بتحسين أجرته وأحواله المعيشية  ، ولكن الحكومة لم تسمعه  ، ولم يبلغ صدى صراخه آذانها  ، وذهبت مطالباته ومناشداته أدراج الرياح  !.
   قد يقول قائل  : في ماسبق تجنٍّ على الحكومة وظلمٌ لها ، فهي كلها آذانٌ مصغية للمواطن  ، وقد استجابت له غير مرة وزادت أجرته إن كان عاملًا بالدولة أو متقاعدًا ، ورفعت التعويضات للعديد من الفئات والاختصاصات الوظيفية  ، فلماذا النكران والجحود  ؟.
  وبالطبع ، هذا صحيح  ؛  ولكن الاستجابة بشكل عام وللأغلبية من العاملين بالدولة والمتقاعدين بطيئة وضعيفة .
   ومهما زادت من أجور وتعويضات  ، فزيادتها لا تتناسب  مع نسبة رفعها للأسعار وبدل الخدمات للقطاعين العام والخاص  ، فهي ترفع كثيرًا وتعطي قليلًا  !.
    لذلك تتسع الفجوة بين الدخل والنفقات  ، وتزداد معاناة المواطن مع أي تحريك لسعر أي مادة أو أجر أي خدمة  ، والاتصالات آخر دليل على مانقول. 
   فليس كل مستخدمي الهواتف المحمولة رجال مال وأعمال ، ومن القادرين على تسديد فواتيرهم  ، ولامن أصحاب المناصب والامتيازات  ، ولا شخصيات اعتبارية  ، مكالماتهم مجانية أو تغطي جهاتهم العامة أجورها . 
   فالأغلبية الساحقة التي تستخدم الجوال ـ وللضرورة القصوى ـ من عامة الشعب  ، وقد صارت مكالماتها شاقة ومكلفة ، وهو ما سيدفعها لاعتماد تقنية “التعليمة ” بدل الكلمة  ، أي أنت “علملي” وأنا “بعلملك”  !. 
  وياخوفي أن تصير “التعليمة ”  بأجر !.
              محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار