حديث ساخن : غياب الضمائر

في زمن فوضى السوق حيث تغيب عين الرقابة ، تغيب الضمائر ، ويصبح الطمع والجشع هو العنوان الأبرز والأهم الذي يحكم قانون البيع فبعد أن تعودنا خلال الفترة الماضية على الانتاج السيئ لكل المنتجات التي تغص بها الأسواق حيث لم يعد يهم صاحب المنتج الجودة ، وبات احترام الصنعة أمراً من الماضي علينا نسيانه، إلا أن الأشد خطراً هو ما آلت إليه الأمور حتى وصلنا إلى أن تكون الصحة هي آخر ما يفكر به هؤلاء فمن غش الألبان و الأجبان ، إلى غش اللحوم وصولاً إلى تغيير الصلاحيات المنتهية، فلم يعد مستغرباً أن تجد على المنتج الواحد عدداً من اللصاقات وفي حال أردت زيادة الاستطلاع والبدء برحلة البحث عن تاريخ الصلاحية، فقد تتوه أمام عدد السنوات المفتوحة لتاريخ الصلاحية غير الظاهرة.
وقد يكون المثل القائل « غاب القط إلعب يافار» هو الأكثر واقعية والأكثر تعبيراً عن الوضع الذي نحن فيه، فمع غياب عين الرقابة حيث لا حسيب ولا رقيب على المنتجات ولا على تاريخ صلاحيتها سيكون من الوضع الطبيعي لأولئك الذين يجدون في مثل هذه الظروف بيئة حاضنة وفرصة للتكاثر كما هي الفيروسات كما أنها تجد في هذه الظروف الفرصة السانحة لتصريف بضائعها التي لم يتم تصريفها قبلاً.
قد تكون أجسادنا نحن الكبار قد اعتادت وحصلت على المناعة الجيدة، ولكن ما ذنب الأجساد الغضة الطرية التي لم تعتد أجسادها ولا عقولها على أنه بإمكان كائن بشري اللعب بصحتها وأن يكون الربح المادي هو ما تفكر به أكثر من تفكيرها فيما اذا كان الضرر هو ما سيصيبها بدليل أنك اليوم ستجد في أسواقنا الكثير من «البطاطا الشيبس، والبسكويت المنتهي الصلاحية والباعة يبيعونه دون تردد يذكر. لكن الأهم اليوم أن يزداد حرصنا نحن على أطفالنا في غياب عين الرقابة المغمضة.

ازدهار صقور

 

المزيد...
آخر الأخبار