نبض الناس..
انخفاض درجات حرارة الجو من 45 إلى 40 على سبيل المثال لا الحصر ، لا يعني بحال من الأحوال أن الجو أصبح لطيفًا أو مقبولًا ، وأن حرارته لا تلسع أو تلدغ المرء إذا ما تعرض لها وقت الذروة وبشكل مباشر !.
وما ينطبق على حرارة الجو ، ينطبق على الأسعار التي يزعم الزاعمون أنها انخفضت قليلًا عمَّا كانت عليه من ارتفاع صاروخي جهنمي ، في فورة غليانها التي واكبت زيادة الرواتب الأخيرة .
وبالطبع يجب ألَّا تأخذنا الفرحة بهبوطها مانسبته 2 أو 5 بالمئة ، وتنسينا مأساة أنها فوق قدرة المواطن الشرائية ، وتبعد عنه مسافات شاسعة وقصيَّة ، ولا يمكنه اللحاق بها مهما حاول ، وحتى لو زيد راتبُهُ بنسبة 500 بالمئة !.
فانخفاض سعر أوقية اللحمة من 20 ألف ليرة إلى 19 أو 18 ألفاً ، لا يعني أنها أصبحت بمتناول يد المواطن ، وانخفاض ليتر زيت القلي من 28 إلى 25 ألف ليرة بالسوق المحلية ، لا يعني أنه صار بمقدور المواطن شراءه ، وهبوط كيلو الخيار من 3500 ليرة إلى 3000 لا يعني أن صحن السلطة لم يعد مرهقًا للأسرة !.
فحتى لو انخفضت أسعار معظم المواد الغذائية والاستهلاكية بنسبة 50 بالمئة ، فلن يغير ذلك بالمعادلة اليومية للمواطن شيئًا ، طالما أن نسبة الإنفاق أكبر من الدخل ، وطالما أنه لا يستطيع تأمين الحد الأدنى من احتياجات أسرته اليومية ، وطالما أن نصف راتبه بعد الزيادة تمتصه أجور النقل فقط ، ونصفه الآخر للأدوية التي لم تنخفض أسعارها الفلكية رغم إعفاء استيراد موادها الأولية من الرسوم الجمركية !.
محمد أحمد خبازي