نبض الناس :ليس فضيلة !

 
   إصدار قرار رفع أجور شركات النقل السياحي  ، وإلغاؤه بعد يوم واحد  ، هو مؤشر على ” الهوشة” التي تُتخذ فيها القرارات الحكومية  ، وتُلغى نتيجة الضغط الشعبي الذي تكوّنه وسائل التواصل الاجتماعي ، ودليلٌ على أن العلم بعيدٌ عنها  ، وأن الدراسات المنطقية للأسباب والنتائج لأي قرار من هذا النوع  ـ إن وجدت ـ هي مجرد تكهنات أو إشارات أو شذرات  ، وليست دراسات معمَّقة مستندة إلى أسس علمية وإحصاءات .
   وما معنى أن يلغي الوزير قراره السابق  ، وهو يجول في مطاحن حلب  ؟!.
   بكل الأحوال  ، القرار ـ كما نرى ـ خاطئ نظرًا لمنعكساته السلبية على حياة السواد الأعظم من الناس  ، فليس كل الفئات المجتمعية من رجال الأعمال وأصحاب المال. 
  ففيها الطالب والعسكري والمواطن الموظف وغيره من أصحاب المداخيل المنهوكة. 
  والتراجع عنه ـ كما نرى أيضاً ـ خطأ كبير وليس فضيلة هنا !. 
  فالتراجع عن الخطأ بين الأفراد فضيلة  ، والخطأ هنا يصحح بـ ” بوسة شوارب” بعد اعتذار .
  وأما الخطأ الحكومي والتراجع عنه  ، تحت أي مبرر وأي ذريعة  ، فهما يعكسان حالة من التخبط باتخاذ القرارات  ، ويعطي صورة ليست جيدة للمسؤول مُصدر القرار  ، حتى وإن كان بمرتبة دكتور أو عالم أو نبغة زمانه. 
   فالمسؤول هنا صغيرًا كان أم كبيرًا  لا يمثل ذاته أو شخصه  ، وإنما يمثل الحكومة  ، وقرارات الحكومة سواء أكانت مريحة شعبيًا أو صادمة ، ينبغي أن تكون واقعية ومبنية على معطيات وأرقام  ، ومحسوبة النتائج النهائية قبل إقرارها وإصدارها للناس. 
          محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار