مشكورة كل الجهود والمبادرات الخيرة ، التي تهافتت الجهات الرسمية والحزبية ، ومؤسسات الدولة ، والفعاليات الشعبية والتجارية ، والجمعيات الخيرية والمنظمات الشعبية ، والإنسانية، لتقديمها للمتضررين من الزلزال والمقيمين في مراكز الإيواء ، التي أحدثتها المحافظة والجهات العامة الأخرى ، فهي بذلك برهنت ـ وتبرهن ـ على تجسيد واجبها بعمل فاعل يساعد الناس ويخفف عنهم آلامهم .
ومشكورة كل الشخصيات التي تبرعت بمبالغ كبيرة أو صغيرة لمساعدة المتضررين ، والتي أثبتت ـ وتثبت ـ أن الناس للناس وخصوصًا في أوقات المحنة .
ومشكور كل شخص قدم ويقدم أي شيء مهما يكن زهيدًا أو بسيطًا لأي متضرر ، ليعبِّرَ له عن تعاطفه معه وأن ما أصابك أصابني .
وباعتقادنا أنه من الضروري أن تتوحد كل تلك الجهات العامة والخاصة ، بجهة واحدة تشرف على توزيع الإعانات والأموال على المنكوبين نتيجة انهيار البناء في حي الأربعين ، وغيرهم من المتضررين من الزلزال بعموم مناطق المحافظة التي تأثرت بنسب متفاوتة ، وذلك بالتعاون والتنسيق مع تلك الجهات التي تمتلك كوادر وعناصر وطاقات كبيرة .
فبذلك تشكل مبادراتها الخلاقة نهرًا متدفقًا بالخير والعطاء والمحبة ، بدلًا من أن تكون روافد من هنا أوهناك .
فكثرة الجهات الموزعة تشتت الجهود ، وتسبب فوضى بالتوزيع ، في الوقت الذي يحتاج فيه الناس بلسمة الجراح والتمكن من أسباب الحياة ، وإعادة تأهيل بيوتهم التي انهارت أو تصدعت .
فعلى الرغم من أهمية الغذاء والكساء والدواء ، يبقى البيت أهم ، فهو الوطن الحقيقي لا مركز الإيواء ولا غيره.
محمد أحمد خبازي